المحبـة
لطالما أنقذتني تلك المرات التي تحسست فيها محبة أحدهم لروحي، لا سيما إن كان شخص عزيز يرى روحك كما تمنيت أن تُرى بها ويُحبك بهذه الصورة العذبة التي لا زالت تجدد في قلبك معاني الحياة الجميلة.
تهب لي المحبة خفة الوجود، وتجعل من الصعاب شيئًا يسيرًا، ترسخ لدي يقين بأنها كنعيم دنيوي ممتد إلى روحك.
المحبة هي التي هذبتني وسكنّت في صدري الانشراح الذي رأيت به الحياة وهو نفسه من وهبني الاتساع في نفسي وامتدادًا إلى كل من حولي.
كتبت إحدى رفيقاتي معبرة عن المحبة:
"إن المحبة ما نزلت على قلبٍ
لم يبق فيه موضع إلا والتحما" ❤️
وكأنها تعيد تشكيل روح الإنسان، وتجعله يستعذب كل مافي الوجود امتداد من أثرها الشاسع على الأنفس!
وهل تختلف المحبة عن الحب؟
بالرغم من أنها قد تتشابه قليلاً إلا أنها تختلف بصورة قد نلاحظها؛ فالمحبة أكثر إتساعًا وصفاءً من الحب وليست مقتصرة على شيئًا /شخص واحد بل هي نحو كل الأشياء وهذا أجمل وأكثر ما يدهشني بها.
وأقول دومًا كما كتبت ياسمين عبدالله:"شكلتني المحبة، أخرجت للوجود أجمل ما بيّ؛ علمتني كيف أنثر الود وكيف أنشر الدفء، شكلني المعنى؛ جمال يلمس حياتي واتبعه، أنا صنيعة الحب؛ صنيعة من أحببت، صنيعة ما أحببت"
وما أجمل أن تكون ذاتك هي من صنيعة المحبة، لا شيء يفوق جمالاً أكثر من ذلك! قد تحب كل مافيك وتعتني بنفسك وتختار لها أفضل الأماكن التي تليق بها امتداداً من هذا السبب خاصةً.. صنيعة ما أحببت!♥️
{وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَةً مِنِّي} ثم أتذكر تلك الآية الكريمة:
جاء في تفسير السَّدوسي:"أي جعلتُ مَلاحَةً في عينيكْ، فلا يراك أحدٌ إلّا أحبّك"
وقال ابن عباس "وألقيت عليك محبة مني": أي أحبه الله وحببه إلى خلقه، وقال قتادة: "كانت فى عينى موسى ملاحة، ما رآه أحد إلا أحبه"
تذكرني هذه الآية بهذا الدعاء المأخوذ من حديث شريف:"اللهم أني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك"
وما أجمل هذه المكانة، اللهم أجعلنا من عبادك المحبوبين!